العلم والعمل الجاد والإتقان والأخلاق السامية والرقي، عناوين أساسية لملهمتي اليوم، فهى بالرغم من مكانتها السامية على المنابر العلمية التي وصلت أن منحت الزمالة الملكية ببريطانيا، وقادت العشرات من المؤتمرات الطبية العالمية، بجميع دول العالم، وكُرمت من أغلب دول العالم في مجال الطب الشرعي والسموم، إلا أنها بكل صدق تقول: “شهادة تقدير وورود من طلبتي أغلي عندي من جميع شهادات العالم”.
إنها المُلهمة الدكتورة «شيرين غالب»، أستاذ الطب الشرعي العدلي والسموم بجامعة القاهرة، ورئيس قسم الطب الشرعي والسموم بجامعة بني سويف، وابنه وزوجه وأم مصرية من طراز خاص، وقصة نجاحها كتبتها بعمل دؤوب واتقان بالغ.
عن نشأتها وقدوتها قالت:
– تربيت منذ الصغر على حزم أبي وحنانه، وكان عبارة عن جامعة متنقلة، حرص أن يعلمنا مبادئ الدين الإسلامي، ورسخ بداخلنا أن أسمى الأشياء التي نحصل عليها هي الصحة، والستر، وراحة البال، وعلمنا الصدق والالتزام بالمواعيد والتفاني في العمل، وأن كلمتي هي شرفي، فلا أخل بها مهما كلفني الأمر، وبالرغم من كونه كان مساعداً لوزير الداخلية، إلا أنه علمنا التواضع، وأن الفرق بين البشر لا يكون إلا بالتقوى والأخلاق.
– علمني أبي ألا أسير خلف القطيع، وأن أكون جادة بكل أمر بحياتي، ووالدتي كانت رمانة الميزان، فهى امرأة مصرية مُضحية مُتفهمة طالما تحملتنا وتعبت لأجلنا، وأختي علمتني الثقافة وحب الوطن والغيرة عليه، وأثرت دراستها للتاريخ على ثقافتها التي أكسبتها لي، فنشأتُ في أسرة محبة، كانت من أهم النعم التي أنعم الله علي بها، وأكمل زوجي المستشار أسامة حجازي، ما بدأه أبي، فهو إنسان متفهم لطبيعة عملي، دائم الدفع بي هو وبناتي نحو النجاح ولا يقل دوره عن دور والداي.
المراهقة واهتمامتها:
– كنت أمارس الرياضة بشكل دائم، وأربي القطط، مما أكسبني الهدوء والصبر، وكنت مغرمة بقراءة مسرحيات شكسبير، وقراءة المعلومات الطبية، وشغلت التجمعات العائلية الكثير من اهتمامنا بالمنزل.
وعن بداية رحلتها مع الطب:
– كانت كلية الطب، هى هدفي من الإعدادية، ولكن والدي رفض التحاقي بها بالبداية، وأراد أن أدخل الجامعة الأمريكية، ولكن شغفي بها جعله يوافق، وكان تقسيم الوقت وإتقان العمل بحب هو الأساس الذي ساعدني على التفوق والتمتع بالحياة الاجتماعية كلها، حيث لم أحرم نفسي من أي شئ، ولكن كنت أتقن الذاكرة في وقتها، وأتقن الخروج، حتى الهزار والتفاهات أقوم بها بإتقان.
دوافعك أثناء الكلية:
– لم يكن دافعي أبداً العمل بالكلية، بل كنت أريد أن أدخل السرور على والدي بتفوقي.
مشوار النجاح:
– تخرجت من الأوائل، ولكن لم يتم تعييني وعملت بمستشفي الشرطة التي طالمت حلمت للعمل بها أثناء فترة التكليف، وانتقلت للعمل بالمركز القومي للبحوث، ثم جاءني التعيبن كمعيدة بقسم الطب الشرعي والسموم، وتدرجت حتي أصبحت أستاذ، واشتركت بالعديد من المؤتمرات مع مصلحة الطب الشرعي مع رئيستها ماجدة القرضاوي وأيمن فودة، وسافرت لإيران، وانتُخبت كنائب لمصلحة الطب الشرعي للدول الإسلاميه للأبحاث، وانتُخبت في السودان كأمين عام لاتحاد الأطباء الشرعيين العرب، وكُرمت في السودان والسعوديه وإندونيسيا وكوريا والإمارات والأردن، ومن وزارة العدل المصرية والقصر العيني، وصولاً إلى الزمالة الملكية من بريطانبا.
أنشأت بالتعاون مع زميلي د. مجدي عبد العظيم خروشة، استشاري الطب الشرعي، المجلة العالمية الدولية المصرية للطب الشرعي، ووضعناها على ويب سايت عالمي، وهى من أعظم الإنجازات التي حققتها ومحط أنظار للعالم.
– أنشأنا لجنة المسؤولية الطبية للمدافعة عن حقوق الأطباء المتهمين بالأخطاء الطبية، إذ ليس من اللائق وضع الطبيب الذي لم يقصد الخطأ أو نتيجة لمضاعفات العمليات بنفس السلة مع المجرمين، واستطعنا بالفعل مساندة الأطباء وإنقاذ العديد منهم وبدون أي مقابل.
نصائحها لمن أراد النجاح:
أنصح طلبتي دائماً بأن يجعلوا هدفهم النجاح وإتقان العمل بحب هو سبيل النجاح، والإخلاص والمثابرة وترك النتائج لله، والرضا بما يقسمه لنا، لقد عملت بمنتهى الرضا في كل مكان وضعت به، وهذه هى نصيحتي لهم دائماً.
التعامل مع أعداء النجاح:
– علمني والدي مقولة سيدنا علي (أعامل الناس بما يظهرونه والله يتولى ما في صدورهم)، ولا أرد على الإساءة بل أترك الأمر كله لله، وتعلمت أن من فقد المال لم يفقد شئ، ومن فقد الصحة فقد بعض الشئ، ومن فقد الأخلاق فقد كل شئ.
نصيحتها لتربية نشأ تربية صحيحة:
– الدين يعلم التعامل مع الله، فأنصح الأمهات بتعليم الأولاد دينهم، والتعامل مع الناس والالتزام بالأخلاق، والجد وإتقان العمل وترك النتائج لله.
استقبالها لمنحها الزماله الملكية:
– بالطبع فرحت، ولكن أسمى الشهادات التي مُنحتها، هي من طلبتي، حبهم ولمعة أعينهم حبن أراهم، والورود التي تأتيني منهم، وشهادتهم لي أغلي عندي من كل شهادت الدنيا، تجعل قلبي يرقص طرباً بحبهم.