كلما اسدلت الشمس ستائر علي نورها واختارت البحر لتختبي خلف موجه وعم الشفق الأحمر ليكسو السماء بلون لطالما احپت رؤيته خرجت لأتنفس أنا الصعداء ،اريح صدري ببعض من هواء الشرفة واستجدي من ساعه الغروب راحة تملأ عقلي .
قرابة الثلاث أعوام كلما خرجت لاشرفة أجدهم يستخدمون ذاك السلم لجلستهم وخلوتهم وأوقات سمرهم وحكهم ومرات قليلة اري العبوس بوجههم .
تولي عمله بالعمارة من ثلاث أعوام ،فراح يجمع القمامة بالصباح وتساعده هي بروح لا تخلو من الحب ،يلقي بالمياه علي سلالم العمارة فيتدفق الماء فتتفنن هي بتنظيفه كما يجب ان يكون ،تذهب هي بعدها لتشتري طعاما للغداء لا يخرج عن البيض او المكرونة فأراها تسير بجسدها الممتلئ تتمايل كطفلة لا تعرف طعما للاحزان ،وجهها الاسمر يملاؤه ابتسامة عذبة لا سبب لها سوي الرضا .
يقطنون غرفة تحت السلم ويملاؤونها بالحب الذي يتناثر امام عيني فتتاملهم عيني متسائلة اي نوع من الجهل يجعل رجلا يهب امراته كل هذه السعادة؟!
تظهر عجوز غير متهالكة بين الشهور وبعضها فتكدر صفو المحبين وتتجلي علامات الامتعاض علي كليهما !!
احزن لحزنهما حتي خرجت لشرفتي لسبع أيام متتالية فلم اجد الزوجين ،فراشهما الممزق لا يخرج للشمس والحصير الباليه لا تفرش لجلسة السمر في الليل ،والغرفة مغلقة باحكام ،ولا سواي انا وشرفتي نشهد غياب الاحبه ..
بعد السبع ايام ظهر الزوج دونما ثنية !!لم يعد الفضول يترك محلا للصمت عندي بعد ظهور العجوز وارتفاع صوتها باسم فتحي ابنها بين الفينة والاخري !!
رحت اتساءل عن ثنية بين صويحباتها زوجات حراس العمائر المجاورة ،فوجدت ضالتي عند احداهن اجتذبتني كطفله واجلستني علي اريكة بمدخل العمارىة قائله(الست الظالمة خربت عليها،قالت لابنها يتجوز يجرب حظه لانه مخلفش من ثنية ،وثنية سمعته بيقولها اجرب،سابت كل حاجة وهربت نفدت بعمرها ،اتحملت انه مش بيخلف بقالهااربع سنين وفالآخر هو اللي كان هيتجوز،وفتحي من وقت ما ثنية مشيت عامل زي المجنون ،وامه بتقول ده من عمل ثنيه)
لم اتمكن ان اوقف حديثي مع نفسي وانا اصعد لمنزلي ،ورحت اتساءل عن عفريت الحب الذي سيحرم فتحي النوم جزاء عدوانه علي ثنيه.
لم يكتفي شيطان ام فتحي ان يسل ب ثنية الغطاء الممزق والحصير البالي ،غرفة السلم ،ولكن سلب سعادة فتحي الذي خرجت للشرفة بوقت الغروب كعادتي ،فوجدته بالي كما حصير ثنية.