في ظل حاله السيولة السياسية مؤخرا ومسابقات تنظيم لكم هائل من المؤتمرات الداعمه والمؤيده للرئيس عبد الفتاح السيسي علي مستوي الجمهوريه، وتسابق غير عادي ومبارزة للظهور الاعلامي فقط بين كل الحملات الداعمه والمؤيده للرئيس السيسي علي اختلاف مسمياتهم، والذي تعلم مسبقا ان مرشحها مافعلة فقط يؤهله وبكل جدارة لتولي فتره رئاسيه ثانيه ونجاحه مضمون وطبيعي جدا برغم عدم وجود منافسه حقيقيه، وحتي ان وجدت منافسه من احد المرشحين التي حالت ظروف كثيرة لعدم تمكنهم من خوض السباق الرئاسي الحالي على اختلاف مسمياتهم أيضا، ففوز المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي أمر واقع وهو بالفعل رئيس المرحلة والضرورة وبلا منازع وعن حق.
ولكن .. أن تتحول تلك الحملات الى محلات او حمالات تريد ان تتعلق على أكتاف الرئيس، وتأخذ من شعبيته وما تم من إنجازات ملموسه وتنميه حقيقيه وتحديات هائله خلال الفتره الرئاسيه الاولى وما قبلها، وتتحول تلك المؤتمرات الى حاله من الصراع والنفاق والإنفاق المبالغ فيه، فبالتأكيد سيعود سلبا علي الرأي العام والمواطن المتابع وبشغف والمهتم والمهموم بالوطن، وهو يتابع العديد من القاعات المكيفه التي تعقد غالبيه تلك المؤتمرات بها وبدعوات خاصه ويتكرر ظهور روادها وحضورهم وتنقلاتهم بين هذه القاعه وتلك، مع تلاشي المؤتمرات الشعبيه والجماهيريه تقريبا، ومع تقديم
خطاب سياسي لا يرتقي الى مستوي فعلي آمال وأحلام المواطنين والجماهير، وهم شاهدي عيان على معظم ما يتحدثون عنه من إنجازات على ارض الواقع، للترويج للحشد ليوم الانتخابات المرتقب لنفس الاشخاص والحضور بكل مؤتمر وفاعليه بكل محافظه.
وعند هنا يجب ان اوجه رساله لكي يتفهم منظمي تلك المؤتمرات انهم ينقصهم الابداع في ايجاد آليات وأساليب تدفع المواطن المصري نحو المشاركه وبقوة والنزول للحفاظ على مقدرات الوطن، في ظل حاله الحرب الحقيقيه التي تخوضها البلاد داخليا وخارجيا ضد اعداء ومتربصين للدوله المصريه وشعبها، لما كان لهما من انتصار كاسح على تلك الجماعات الإرهابية الظلامية والتنظيمات المدعومة بكل أشكال الدعم المادي والاعلامي واللوجستي.
ولذلك يجب ان نتحلى بالفكر والوعي وعوامل الجذب والحشد المعنوي والوطني. وتأصيلا لمبدأ “صوتك فارق فلا تستهين به” ولعل افكار مثل “ندوة على القهوة” او دعوة للمشاركه بالمترو “او معاك في النادي”، او حمله الرئيس بالأتوبيس وبالقطار حملة الرئيس تحذر من الأخطار … وغيرها وهناك بنك أفكار، وتتحرك وتتنتشر القوافل التي تجوب المحافظات وتطرق الأبواب والنوادي ومراكز الشباب بل والكافيهات واماكن التجمعات والمواصلات العامه بالاتوبيسات والقطارات ومترو الانفاق، ولنجعلها على وعي كامل ومستوى تثقيف سياسي محترم، يجاوب عن كثير من الاسئله التي تجول في أذهان المواطن المصري، وينشروا حاله من التثقيف والتوعيه السياسيه وأهميه المشاركه وبقوة، وبالطبع هناك حاله من الجاهزيه الفكريه والنفسية للمصريين ولا ينقصهم سوى التواصل والا سوف تتسع بينهم الفجوه، ولقلة تلك العوامل الابداعيه الفاعلة والمؤثرة سيرتفع جدار الفواصل الذي تحاول جاهدة المنصات الأعلاميه المعاديه بناءه.
وسوف أضرب لكم مثل بسيط جدا لصدق ما تناولته سابقا. فقد فوجئت بدعوه من احد الأحزاب السياسيه حديثه العهد الشهيره والتي لها تمثيل بالبرلمان ليس بالهين، بعزمها على تنظم احتفالية دعم وتأييد للرئيس السيسي بالإسكندرية، بالقرب من أحد الشواطئ بشرق الإسكندرية، و تنوه بأن من (يحيي الحفل الفنان احمد سعد) الذي قد ابدع مؤخرا “بحفل مهرجان المكرونه بالبشاميل” المقام بسفاري بارك بالجيزة!
وعند هنا من حقي ان اتساءل .. ماهي الوجبه السياسيه التي قد تعود على المواطن السكندري من حضور مثل ذاك المؤتمر؟! وهل نحن بحاجه إلى حاله “الطرب الفني” ام نحن بحاجه إلى “عصف ذهني” في ظل المشهد الإنتخابي الرئاسي الذي يتزامن ومسرح للعمليات الحربيه الشاملة و مع تحديات ارهابيه حاليه وعمليات قتاليه بسيناء الحبيبه لدحر الإرهاب الأسود وأعوانه؟!!!
لذلك يجب ان نرتقي لمستوى مرشحنا الرئاسي، وحجم المخاطر التي بالفعل يجب ان نعي ونرتقي لمفهوم المسؤوليه الوطنيه، ويتحلى كل منا بالوعي كسلاح ودرع للمواطن المصري المستهدف من منصات اعلاميه معاديه، تحاول ان تعرقل مسيرة التنميه وبث حالة من اليأس والاستقطاب لظهور تلك السلبيات والحد من مظاهر التفاؤل العديدة بالمستقبل القريب للوطن وللأجيال القادمه ومؤخرا “نحن لا نملك رفاهيه مثل تلك الفاعليات”!!!